كلمة سموه في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار في تونس
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس الباجي قايد السبسي،
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي،
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
يسرني في البداية أن أتوجه بجزيل الشكر لفخامة الرئيس الباجي قايد السبسي، ولشعب وحكومة الجمهورية التونسية الشقيقة، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والتنظيم المميز لهذا المؤتمر الهام الذي ينعقد بهدف دعم تونس الشقيقة ومساندتها في ظل ظروف دقيقة وتحديات سياسية واقتصادية كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي، تضاعف من أهمية انعقاده .
تعكس المشاركة الدولية الواسعة في هذا المؤتمر مكانة تونس والاحترام الذي تحظى به في المنطقة والعالم، ومدى الاهتمام بتجربتها الواعدة، والحرص على دعمها ومساعدتها على مواجهة التحديات الاقتصادية التي قد تكون حاسمة بالنسبة لمصير هذه التجربة.
إن نجاح برامج التنمية في تونس هو هدف بحد ذاته لتحقيق حياة أفضل للشعب التونسي الشقيق وإنجاح تجربته في الحكم الرشيد وتنظيم الحياة السياسية في ظل التعددية. وبالإضافة إلى ذلك تؤدي التنمية إلى خلق فرص عمل للشباب من شأنها أن تساهم في حل مشكلة البطالة والوقاية من الظواهر السلبية التي ترتبط بها، ومنها اليأس والتطرف.
فخامة الرئيس،
إن الدعم القطري للشقيقة تونس في تزايد مستمر، وستواصل دولة قطر مساندة الجهود التونسية لتحقيق التنمية المنشودة ، متطلعين إلى تعزيز التعاون ودعم علاقات الشراكة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات لما فيه خيرهما.
ويشكل هذا المؤتمر نموذجا لما يجب أن يقوم به المجتمع الدولي في مد يد العون لإنجاح التجارب الواعدة، بدل الاستنفار للتشاور بعد حصول الكوارث. ونحن نذكر أصدقاءنا، وأصدقاء الشعب التونسي في العالم، أن الطريق الأفضل والأضمن في مواجهة التطرف والعنف هو الوقاية فلا يوجد علاج مضمون بعد استشراء الظاهرة.
نحن جميعا ندرك أن الحرب على الإرهاب لازمة وضرورية، ولا مفر منها، ولكنها ليست علاجا كما أثبتت التجربة منذ ظهور هذه الظاهرة والممارسات التي تبعتها. وأمامنا في تونس شعب قرر أن يبني بلده انطلاقا من التعددية وكرامة الإنسان وحريته، وعلى أساس القاسم المشترك الأعظم بين القوى السياسية، وهو مصلحة تونس، بعيدا عن الاستبداد. فهل سوف نساعده لكي تنجح التجربة أم سنراقبه يواجه الصعوبات وحده لنبحث لاحقا عن أسباب اليأس والإحباط ونتائجهما المدمرة؟ وقد أجابت الدول التي قررت حضور هذا المؤتمر إجابة صحيحة ومسؤولة على هذا السؤال . ونحن نحييها على ذلك.
وبهذه المناسبة، يسرني الإعلان عن قيام دولة قطر بتوجيه مبلغ مليار ومائتين وخمسين مليون دولار أمريكي إسهاماً منها في دعم اقتصاد تونس وتعزيز مسيرتها التنموية.
وختاماً، أتمنى لهذا المؤتمر كل النجاح وأن يحقق الأهداف المرجوة منه لتمكين تونس من نجاح الانتقال الاقتصادي بعد نجاح انتقالها السياسي السلمي الذي أصبح نموذجاً يحتذى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.