1913 - 1949
الحاكم الثالث لدولة قطر، عرف بالتدين والاستقامة وسعة المعرفة. وقد حفرت أول بئر للبترول في قطر في عهده وأثبت خلال مفاوضاته مع شركات النفط أنه مفاوض بارع ورجل دولة نافذ البصيرة بعيد النظر.
ولد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في البدع في عام (1288 هـ / 1871 م). وفي عام 1906 عينه والده الشيخ جاسم حاكما على الدوحة، وكان حريصا على أن يُعِدّه لحكم البلاد من بعده.وقد تولى الحكم يوم 17 يوليو 1913، وبعد بضعة أشهر، أي في 29 نوفمبر من العام نفسه، وُقعت الاتفاقية التاريخية الأنجلو– عثمانية بين بريطانيا وتركيا، وبموجبها ألغيت كل الحقوق العثمانية في قطر، وانتهى الوجود العسكري العثماني في الدوحة في 19 أغسطس 1915، بعد أكثر من 43 عاما.
وقد وقّعت بريطانيا في 3 نوفمبر 1916 معاهدة مع الشيخ عبد الله، عرفت بالمعاهدة الأنجلو-قطرية، وافق بمقتضاها الشيخ عبد الله على عدم الدخول في أي علاقات مع أي دولة أخرى بدون موافقة الحكومة البريطانية.
وفي المقابل ضمن المقيم السياسي في الخليج "بيرسي زكريا كوكس" (الذي وقع المعاهدة نيابة عن الحكومة البريطانية) حماية قطر من أي اعتداء تتعرض له من البحر، وبذلك كانت قطر آخر بلد خليجي يوقع على تلك المعاهدة.
وفي عام 1919 اعترفت بريطانيا بمكانة الشيخ عبد الله باعتباره حاكما بارز الأهمية، ومنحته وسام إمبراطورية الهند برتبة قائد، ليكون بذلك الزعيم الوحيد من زعماء الساحل المتصالح الذي ينال هذا التشريف.
وعندما جدد الشيخ عبد الله معاهدة 1916 –في 5 مايو 1935- وافقت بريطانيا على حماية قطر من الهجمات التي قد تتعرض لها من ناحية البر إضافة إلى البحر، وقد ترتب على ذلك توقيع أول اتفاقية لمنح امتياز لشركة البترول الإنجليزية الفارسية للتنقيب عن البترول في قطر يوم 17 مايو 1935.
وقد حفرت أول بئر للبترول في قطر في أكتوبر 1938، وتدفق النفط في منطقة دخان في شهر يناير 1940، ولكن آبار البترول تعطلت بسبب تطورات الحرب العالمية الثانية.
وعلى مستوى نظام الحكم الداخلي عين الشيخ عبد الله ابنه علي نائبا له في30 يونيو 1948، وذلك بعد وفاة ابنه وولي عهده الشيخ حمد يوم 27 مايو 1948.
وفي يوم 5 أغسطس 1949، وقع الشيخ عبد الله على امتياز قاع البحر مع شركة "سوبرير أويل" الأمريكية والشركة البريطانية للتعدين والاستثمار المحدودة.
توفي الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني يوم 25 أبريل 1957.