سمو الأمير يدعو دول الشرق الأوسط إلى توقيع اتفاقية أمنية مشتركة
ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة والخمسين لمؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد بعد ظهر اليوم بمدينة ميونخ.
ودعا سمو الأمير المفدى في كلمته دول الشرق الأوسط إلى توقيع اتفاقية أمنية مشتركة من أجل التغلب على التحديات التي تواجه المنطقة، كما أوضح سموه أن التحول من النزاعات إلى التعاون يقتضي السماح بتدفق المعونات الإنسانية ومرورها عبر الحدود، ومرور الأسر بحرية وأمان، وإتاحة أماكن العبادة لكافة الأديان، ومنع تدنيس المواقع التاريخية والدينية، واحترام الطرق التجارية المشتركة.
وأثناء الكلمة بيَّن سمو الأمير أن منطقة الشرق الأوسط تعاني تحديات كبيرة بسبب عدم توفير الحقوق الأساسية والأمن لشعوبها، وأن الشباب بدأ يفقد الأمل والثقة في الحوكمة الدولية لعدم حسمها كثيرا من الصراعات التي استمرت لأكثر من سبعين عاما مثل قضية فلسطين، ولأن الشعوب التي خرجت من أجل كرامتها أسكتت بالعنف، ولأنها ترى كثيرا من المتهمين بجرائم الحرب يترشحون للرئاسة في بلدانهم، موضحا سموه أن توفير الحقوق الأساسية وكرامة الإنسان يجب أن توفر لمنطقة الشرق الأوسط قبل أن تحل الكارثة.
وأضاف سمو الأمير أن التحديات في الشرق الأوسط ترجع إلى عاملين هما: التهور، وعدم وجود إطار لتوفير أمن مشترك، إضافة إلى العوامل التي ذكرها تقرير ميونخ لهذا العام.
وفيما يخص أزمة الخليج وحصار قطر بيَّن سمو الأمير أن قطر استطاعت بفضل التخطيط الاقتصادي والاستراتيجي وعلاقاتها الدبلوماسية أن تتجاوز آثار الحصار، وتنجح في مواجهة عواصف العدوان من جيران كبار طامعين، فواصلت التزامها بتزويد الدول بالغاز المسال إذ هي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، مؤكدا سموه في هذا الصدد أنه من الحيوي لمصالح شعوب الشرق الأوسط ضمان استقلال وسيادة دول مثل قطر التي ترفض أن تجبر على الوقوف إلى جانب أحد طرفي صراع قائم بين معسكرين متواجهين.
كما أوضح سموه أن دولا معتبرة في المنطقة كان يعول عليها في إرساء الأمن تورطت في افتعال أزمة الخليج عديمة الجدوى، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي مساعدة دول الشرق الأوسط في إنجاح مهمة إرساء الأمن والسلام وتجاوز المخاطر التي بدأت تنعكس على أوروبا من خلال الهجرة واللاجئين.