سمو الأمير والرئيس الفرنسي يعقدان مؤتمرا صحفيا
عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة مؤتمرا صحفيا بالديوان الأميري ظهر اليوم.
وفي البداية رحب سمو الأمير المفدى بفخامة الرئيس معربا عن سعادته بهذه الزيارة التي تعزز العلاقات القوية والتاريخية بين دولة قطر وفرنسا، وبيَّن سمو الأمير أنه والرئيس الفرنسي تناولا في مباحثتهما الثنائية المشاكل التي تمر بها المنطقة وكيفية إيجاد حلول لها، كما تناولا موضوع مكافحة الإرهاب وتمويله، مؤكدا سموه على أن تكون هناك متابعة لهذا الموضوع، كما أوضح سموه أنه تم التوقيع على عدة اتفاقيات مهمة ستساعد في تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين.
وأكد سمو الأمير أن زيارة الرئيس الفرنسي ناجحة مبرزا أهميتها بالنسبة للبلدين.
وفي رد سموه على سؤال حول المزاعم التي تتهم دولة قطر بإيواء متهمين بالإرهاب، وعن اتفاقيات مكافحة تمويل الإرهاب التي وقعت دولة قطر مع الخارجية الأمريكية أخيرا، أجاب سموه أن دولة قطر مهتمة بمكافحة الإرهاب وأن كثيرا من المعلومات التي تتداولها بعض الصحف عن علاقة قطر بالإرهاب "مغلوطة وغير صحيحة".
وأكد سموه أن دولة قطر اتخذت بعض الإجراءات مؤخرا في مكافحة تمويل الإرهاب مشيرا إلى أن دولة قطر مع إخوانها في المنطقة وأصدقائها في العالم متحدون على مكافحة الإرهاب لأن الدول العربية والإسلامية هي المتضرر الأول من هذه الظاهرة.
وفي إجابة سمو الأمير عن سؤال حول الحصار المفروض على قطر، أشار سموه إلى أن موقف قطر واضح من البداية لحل المشكلة -إذا كانت موجودة أصلا- وبين الجيران عبر طاولة الحوار، والتحدث بكل بصراحة ومناقشة نقاط الخلاف عبر الحوار، مبديا أسفه لاستمرار الحصار من قبل الأشقاء الذي تم في شهر رمضان والذي أدى إلى تشتت العائلات، مشددا على أن كرامة وسيادة دولة قطر فوق أي اعتبار ومؤكدا استعداد قطر لحل الخلاف إذا كان لدى الأشقاء رغبة في ذلك على أسس واضحة ومقبولة من الجميع وعدم المساس بسيادة أي طرف آخر، مضيفا أنه من حق الشعب القطري أن يعرف أسباب حصاره والعنف الممارس عليه من قبل الجيران، لأن الكل تأثر وجميع شعوب الخليج متاثرة، مجددا الرغبة في حل المشكلة ولكن ليس على حساب كرامة وسيادة قطر.
بدوره شكر الرئيس الفرنسي سمو الأمير معبرا باسمه واسم الوفد المرافق عن سعادتهم بهذه الزيارة الأولى التي جاءت بعد الأحاديث الهاتفية بينهما والزيارة التي قام بها سمو الأمير لباريس سبتمبر الماضي، مبينا أن العلاقة بين فرنسا وقطر ليست وليدة الساعة ولكنها تتميز بعلاقات اقتصادية وثقافية ورياضية واستراتيجية، كما يتضح -حسب فخامته- من قاعدة العديد التي زارها هذا الصباح والتي تسمح بوجود عدد من الجنود الفرنسيين فيها منذ حوالي خمسة عشر عاما، ليشاركوا في مكافحة الإرهاب.
وأكد فخامة الرئيس أن الموضوع الأول لهذه الزيارة هو مكافحة الإرهاب وهو من الأولويات الرئيسية في العمل المشترك بين البلدين، وفي هذا السياق قررت فرنسا وقطر التوقيع على خطاب نوايا وخارطة طريق لتعزيز المجال في مكافحة الإرهاب والتطرف. مبينا أن فرنسا ستنظم مؤتمرا دوليا يعقد أبريل 2018 في باريس، مشيرا إلى اعتماده على مشاركة قطر في هذا الموضوع.
وأوضح فخامة الرئيس أن أمن الخليج واستقراره أولوية لفرنسا، مؤكدا دعمه لجهود الوساطة التي تقوم بها الكويت، مؤملا أن يتم إيجاد حل سريع لهذا الموضوع.
وأعرب فخامة الرئيس أن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية، وخصوصا في ليبيا من أجل عودة السلام والاستقرار إليها عبر جهود السيد غسان سلامة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
وفي إجابة لفخامته عن قرار الرئيس الأمريكي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل قال إن هذا قرار أحادي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه لا يتفق مع هذا القرار لأنه ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة. وفرنسا سوف تكرر موقفها في مجلس الأمن، أي أن وضع القدس هو مسألة تتعلق بالسلام الدولي ويخص الأسرة الدولية، والحل يجب أن يكون نتيجة مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وعن سؤال عن الدور الإيراني في المنطقة، أكد الرئيس الفرنسي ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي لأنه مفيد وإن كان لا يحل جميع المشاكل. مبينا أهمية إقامة حوار استراتيجي مع إيران لأنها قوة إقليمية في المنطقة، بالإضافة إلى وضع إطار لوجودها في المنطقة.
حضر المؤتمر الصحفي سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير وعدد من أصحاب السعادة الوزراء. فيما حضر من الجانب الفرنسي عدد من أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامة الرئيس.