سمو الأمير والمستشار الألماني يعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا
أعرب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عن سعادته بزيارة جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، ومباحثاته مع دولة المستشار الألماني أولاف شولتس في إطار زيارة العمل التي يقوم بها سموه لألمانيا.
وأكد سمو أمير البلاد المفدى خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده عصر اليوم مع دولة المستشار الألماني في مبنى المستشارية ببرلين، على أنّ العلاقات بين دولة قطر وألمانيا متميزة واستراتيجية، وتشمل مختلف المجالات السياسية وجوانب الشراكات الاستثمارية والاقتصادية، لافتاً سموه إلى أنّه بحث مع دولة المستشار الألماني العلاقات الثنائيّة بين البلدين الصديقين، وسبل تطويرها على كافة الأصعدة بما في ذلك في مجالات التعليم والاقتصاد والاستثمار والطاقة والدفاع، إضافة إلى آخر التطورات الدولية، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفيما يتعلق بالاستثمارات القطرية في ألمانيا، أوضح سموه بأن قطر من أكبر المستثمرين في ألمانيا، مشيرًا إلى أنّ قطر ستعمل على زيادة هذه الاستثمارات في السنوات القادمة. كما عبَّر سمو الأمير عن ارتياحه لارتفاع التبادل التجاري بين البلدين، مشيراً بذلك إلى أنّ التبادل التجاري ارتفع بنسبة 80% في عام 2021 ليبلغ أكثر من 3 مليار دولار. وفي هذا السياق، أشار سموه إلى المكاتب الإقليمية التي افتتحتها شركة فولكس فاغن ورابطة الشركات الصغيرة والمتوسطة الألمانية مؤخرًا في الدوحة.
وحول استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أوضح سموه أنه استعرض مع دولة المستشار استعدادات قطر لاستضافة البطولة نهاية هذا العام، مبينًا سموه بأنّ الجماهير الألمانية قامت بطلب حوالي 600 ألف تذكرة حتى الآن لحضور البطولة، مرحبًا سموه بهذه الجماهير في الدوحة.
وفما يخص السياسة الخارجية للبلدين الصديقين، أفاد سمو الأمير المفدى إلى أنّ هذه السياسة تتسم بعدة عوامل مشتركة وترتكز على الوساطة ودعم الحوار بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول شاملة ومستدامة، مقدرا سموه مشاركة الجانب الألماني ودعمه للمحادثات الخاصة بالسلام التي ترعاها دولة قطر في عدة أماكن مثل أفغانستان وتشاد.
وأمّا فيما يتعلق بالملف الأفغاني، فقد صرّح سموه بأنه ناقش مع دولة المستشار جهود دولة قطر في أفغانستان وإجلاء الآلاف إلى أماكن مختلفة، وأنّهما يتّفقان حول وجود الكثير من التحديات التي تحتاج عملاً دوليًا مشتركًا لتوفير الحياة الكريمة للشعب الأفغاني.
وحول الملف النووي الإيراني، قال سموه إنه تباحث مع دولة المستشار الألماني حول آخر تطورات الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران حول مشروعها النووي سلميًا، وشدد على أن هذا النهج هو نهج دولة قطر الدائم في دعم السلام والاستقرار في منطقة الخليج.
وفي معرض رد سمو الأمير المفدى على سؤالٍ صحفي خلال المؤتمر بشأن مستجدات الملف الإيراني ورأي دولة قطر حول ذلك، أكد سموه على أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية ، مشددا على ضرورة حل الخلافات بينهم بالطرق السلمية، معربا سموه عن تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف، لافتا إلى أنّ دولة قطر مع حل النزاعات بالطرق السلمية، آملا سموه أن يتم التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب. وفي هذا الصدد، أبدى سموه استعداد دولة قطر للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طُلب منها ذلك.
وردا على سؤال أحد الصحفيين عن أنّ دولة قطر لاعب مهم في الرياضة والغاز بالرغم من كونها بلدا صغيرا، أوضح سموه بأنّ الرياضة تمثل طموحا كبيرا لدولة قطر وهي تحظى بشغف كبير، معبرا عن فخره كون قطر مقبلة على بطولة مهمة واستحقاق مهم هذا العام وهو كأس العالم لكرة القدم. وأشار سموه إلى أنّ قطر تعد فعلا لاعبا جوهريًا في مجال الغاز ومقبلة على مشاريع توسعية في هذا القطاع خلال العامين 2026 و2027 واصفا سموه الغاز بالقطاع والاستثمار المهم.
كذلك تحدث سموه عن أنّ قطر تنظر إلى أوروبا كسوق هام للغاز القطري، وعن نقاشه مع دولة المستشار الألماني حول التعاون المستقبلي في هذا المجال من أجل إحلال التوازن في السوق، لا سيما في ظل الظروف العالمية الراهنة، معبرًا عن استعداد قطر لبذل مزيد من الجهود في هذا الصدد.
وقال سمو الأمير إنّ كل الأشخاص مرحب بهم في الدوحة، مؤكدا على أن كأس العالم سيمثل فرصة جيدة للجميع للحضور من كافة أنحاء العالم والتعرف على الثقافة القطرية، مشددًا على ضرورة تفهم واحترام الثقافة القطريّة.
وفي ختام المؤتمر الصحفي أعرب سموه عن شكره وتقديره لدولة المستشار الألماني ولفخامة الرئيس الألماني على ما لقيه ووفده المرافق من ترحيب وحفاوة خلال زيارته.
وكان دولة المستشار الألماني قد أعرب في بداية المؤتمر الصحفي عن سعادته باستقبال سمو الأمير، وشكره على زيارته لألمانيا، كما أكد على أنّ الجانبين تحدثا حول عدة مسائل وتبادلا الآراء بشأنها، مشيرا إلى أن قطر وألمانيا ستعملان على تكثيف العمل والشراكة في المستقبل، لا سيما الشراكة في مجال الطاقة وآفاق التعاون بين البلدين.
وأشاد دولة المستشار الألماني بما تمتلكه دولة قطر من قدرات مهمة خاصة في صناعة الطاقة، واصفا إياها بالشريك التجاري المهم لألمانيا، لا سيما في الاستثمار والتحول الاقتصادي.
وعبّر دولة المستشار الألماني خلال المؤتمر الصحفي عن شكره لدولة قطر على جهودها في أفغانستان مثمنًا الدور الذي لعبته في دعم وإجلاء المواطنين الألمان والأفغان، ومتطلعا إلى تعميق التعاون بين البلدين.
وفي رده حول العلاقات الألمانية القطرية ووصف المستشار الألماني العلاقات بين البلدين بالجيدة جدًا، مشيرًا إلى أنها تتطور في كافة الميادين، وأنّ التعاون الثنائي يتوسع على مختلف الأصعدة، موضحا مدى الارتباط الكبير بين البلدين خاصة من الناحية الاقتصادية، ومنوها بالدور المهم والجوهري الذي تلعبه دولة قطر في الاستراتيجية الألمانية.
وقال دولة المستشار الألماني مجيبا عن سؤال حول حقوق الإنسان في دولة قطر وفيما إذا كان قد تطرق للأمر مع سمو الأمير، إنّ الجانبين قد ناقشا مسائل عديدة، مشيدا بالتشريعات والتغييرات التي حدثت في قطر خاصة المتعلقة بتحسين فرص العمال فيها.
حضر المؤتمر الصحفي أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير.
وحضره من الجانب الألماني عدد من كبار المسؤولين.