سمو الأمير وسمو الأمير الوالد يشهدان الذكرى العشرين لشبكة الجزيرة
شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني احتفال شبكة الجزيرة الإعلامية بالذكرى الـ20 لتأسيسها، في مقر الشبكة مساء اليوم، الذي نظم تحت شعار "مسيرة متجددة ورسالة أصيلة".
شهدت الحفل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، ومعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأصحاب السعادة الشيوخ والوزراء، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية، وعدد من منتسبي الشبكة، إضافة إلى نخبة من الإعلاميين والمثقفين.
وألقى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كلمة بهذه المناسبة أشاد فيها بما قدمته شبكة الجزيرة الإعلامية منذ تأسيسها قبل عشرين عاما في نشر الحقيقة بفضل ما اتسمت به من مصداقية وموضوعية والتزام بالمهنية الإعلامية.
وقال سموه إن دولة قطر قررت منذ عقدين من الزمان تأسيس منبر إعلامي عربي، يتيح لشعوب المنطقة رؤية نفسها ورؤية العالم بعيونها، لا بعيون الآخرين، وينشر الحقيقة بين الناس، ويرفع مستوى الوعي بينهم، على أن يتسم هذا المنبر بالمصداقية والموضوعية وبأدق معايير المهنية الإعلامية المتعارف عليها عالميا.
وأضاف صاحب السمو الأمير الوالد أن الاحتفال اليوم فرصة للتأمل في حصاد هذه السنين العشرين، وهو حصاد جدير بالفخر والاعتزاز، مؤكدا أن ميلاد الجزيرة، بحق، ميلاد لأعظم تجربة إعلامية عربية.
وأوضح سموه أن للجزيرة عددا من المنجزات يتعذر حصرها، حيث حررت المشاهد العربي من الاعتماد على الإعلام الأجنبي المنحاز ضد مصالح العرب وتطلعاتهم، وأثبتت له أنه يستطيع الثقة بإعلام عربي يبث من أرض عربية، فبعد أن كان الآخرون يحتكرون الفضاء العربي بوسائل إعلامهم، جاءت الجزيرة حاملة شعارها "الرأي والرأي الآخر" فحققت التوازن، وجعلت الإعلام حوارا إنسانيا بين أطراف عدة، لا إملاء من طرف واحد على الأطراف الأخرى.
وقال إن الجزيرة كانت وما تزال شاهد حق لا يدلس، ولسان صدق لا يجامل، وقد حرمت الجزيرة القتلة من التستر على القتل، وحرمت الفشلة من التستر على الفشل، وانحازت للحقيقة والإنسان، ووقفت مع الشعوب العربية في تطلعها إلى الكرامة والحرية، كما رأيناه أثناء ثورات الربيع العربي.
وأكد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن الجزيرة تحولت إلى عامل توحيد للوطن العربي، حيث عززت الصلات بين الشعوب العربية الشقيقة واهتمت بهم جميعا على اختلاف طوائفهم، ووصلت الأرحام الإنسانية والاجتماعية والثقافية بينها، وعمقت في ثقافتها المشاركة في الآمال والآلام، والإيمان بوحدة المصير، مشيرا إلى أنها اتخذت اللغة العربية الفصحى لغة لها، لأنها هي اللغة الجامعة لكل العرب من المحيط إلى الخليج.
ولفت إلى أن قناة الجزيرة الإخبارية حققت المجد الإعلامي في فترة وجيزة جدا، وحصلت على مكانة عالمية لم تحققها قناة إخبارية بهذه السرعة من قبل، كما واكبت العصر ووفرت للشباب مساحة للحوار والنقاش عبر خدمتها الرقمية المتميزة (AJ+)، فتربعت على قلوب الجماهير العربية، وكسبت مشاعر المشاهدين العرب بشكل لا مثيل له في أية تجربة إعلامية عربية أو أجنبية أخرى، ولم تحصل الجزيرة على ذلك إلا عن استحقاق، فوجدان الشعوب لا ينافق، وفراستها لا تخطئ.
وأكد أن قناة (الجزيرة الإنجليزية) فرضت نفسها في الفضاء العالمي منافسا قويا، وصوتا ذا مصداقية وحضور، وحررت الرأي العام العالمي من الاحتكار الإعلامي، وديكتاتورية الصوت الواحد، ومكنت شعوب العالم من سماع أكثر من صوت، والانفتاح على أكثر من رأي.
وأوضح صاحب السمو الأمير الوالد أن هيئة الجزيرة أخذت على محمل الجد كل نقد موضوعي موجه إليها، وسعت إلى تحسين أدائها على الدوام، لكنها لم تتنازل يوما عن خطها التحريري المستقل، ووقوفها مع الحقيقة، ومع الإنسان حيثما كان، مضيفا أنه لم يكن كل النقد الموجه للجزيرة موضوعيا دائما ولا منصفا، بل كان أحيانا متحاملا على الجزيرة وعلى دولة قطر، فلم تتراجع الجزيرة في مهنيتها وأدائها، ولم تتخل قطر، رغم كل الضغوط، عن تقديم كل ما تحتاجه الجزيرة حماية لخطها وتطويرا لأدائها.
وأكد أن شبكة الجزيرة دفعت ضريبة فادحة من دماء أبنائها المراسلين وحريتهم ثمنا لسعيها وراء الحقيقة ونصرتها للإنسان، مضيفا أنه كان الأولى بمن يتحاملون على الجزيرة أن يكونوا منصفين، بدل السعي إلى تغيير خط الجزيرة التحريري المستقل، ورسالتها الإعلامية التي تنقل الوقائع كما هي دون تزويق أو تزوير.
واختتم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كلمته بقوله "في هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، تتعرض مدن كبرى من حواضر العروبة والإسلام لعملية تدمير شاملة، تبيد سكانها، وتخرب عمرانها، وهي حواضر كانت مهدا للحضارة ومنارة للثقافة الإنسانية لآلاف السنين، فكونوا مع الحياة ومع الإنسان في تغطيتكم لأخبار هذه الحواضر المفجوعة، واستمروا في رسالتكم النبيلة، شهود حق، ولسان صدق، ولا تسمحوا لمجرم بالتستر على جريمته، وأقيموا الحجة على الضمير العالمي الذي تعامى عن محنة أهل حلب وحماه والموصل أيضا".
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر قد قاموا بزيارة لمعرض الصور المصاحب الذي أقيم بمناسبة الذكرى العشرين لانطلاق شبكة الجزيرة الإعلامية بعنوان "رحلة الجزيرة" الذي يجسد 20 عاما من الإنجازات والتضحيات عبر عرض مقتنيات قديمة وعروض تلفزيونية مصورة ومقتنيات لصحفيي الجزيرة، إضافة إلى مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تعكس وتوثق مراحل تطور القناة وأهم اللحظات التاريخية للشبكة. .