أول حاكم لقطر وأحد أبرز قادتها التاريخيين. استطاع أن يؤلف بين القبائل القطرية وأن يوحد البلاد في مرحلة بالغة التعقيد، وقد اشتهر بالحصافة وبعد النظر، وحب الأدب والشعر.
ولد الشيخ محمد بن ثاني في حدود 1776 في فويرط بالشمال الشرقي من قطر، وفيها شب وترعرع حتى أصبح شيخا لقبيلته سنة 1839.
وفي عام 1848 انتقل إلى الدّوحة (البدع) وأصبح زعيما لها، وامتد نفوذه إلى جميع أنحاء قطر.
وفي عام 1851 أصبح حاكم قطر، حيث حقق بقوة شخصيته وصلابة إرادته إنجازا تاريخيا بتوحيد صفوف القبائل القطرية البارزة وراياتها تحت راية واحدة هي الراية ذات اللون الأحمر الأرجواني الذي أصبح لون علم البلاد. كما تمكن من تعزيز سيادة قطر على أرضها، وإقامة توازن في العلاقات السياسية مع الدول الكبرى.
وفي 12 سبتمبر 1868 وقّع معاهدة مع المقيم السياسي البريطاني في الخليج العقيد "لويس بيلي" كانت أول اعتراف دولي بسيادة قطر، وبزعامة الشيخ محمد بن ثاني لقطر.
وفي عام 1871 وصل الجيش العثماني إلى قطر، فأصبحت قضاء تابعا للدولة العثمانية، غير أن النّفوذ العثماني على الشؤون الداخلية في قطر بقي محدودا، وبقيت السلطات بيد الشيخ محمد بن ثاني وابنه الشيخ جاسم بن محمد.
أما على المستوى الإقليمي فقد عزّز الشيخ محمد مركزه بالتحالف مع الإمام فيصل بن تركي أمير الدولة السعودية الثانية، واستقبله في قطر مطلع 1851.
توفي الشّيخ محمد بن ثاني يوم 18 ديسمبر 1878.