في 13 يوليو 1999 أصدر سموه القرار الأميري رقم (11) لسنة 1999 بتشكيل لجنة من ذوي الكفاءة والاختصاص لإعداد دستور دائم يتلاءم مع ما تشهده البلاد من نهضة وتطور. وقد تسلم سموه مسودة مشروع الدستور الجديد يوم 2 يوليو 2002.
وحُدّد يوم 29 أبريل 2003 موعدا للاستفتاء العام على مشروع الدستور، وأظهر الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع مدى استجابة القطريين للنداء الذي وجهه سموه إلى الشعب، وكانت النتيجة موافقة بنسبة 96,6% على مسودة الدستور.
وفي 8 يونيو 2004 صدر أول دستور دائم للبلاد، ونص على أن الشعب هو مصدر السلطات، وعلى الفصل بينها، وعلى تولي مجلس الشورى السلطة التشريعية.
تقوم السياسة الخارجية لدولة قطر على مبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين، وتشجيع فض النزاعات الدولية بالطرق السلمية، وعلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والتعايش السلمي والتعاون الدولي، والتمسك بقيم العدالة والانفتاح، واحترام حقوق الإنسان، وفي سبيل ذلك تحرص قطر على حسن الجوار والنأي عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم حق الشعوب في تقرير المصير.
وقد حققت السياسة الخارجية للبلاد في عهد سموه الكثير من الإنجازات نذكر منها:بتوجيهات من سموه –عام 2007- تم إعداد رؤية قطر الوطنية 2030، وتم إقرارها في عام 2008، وقد جاءت بفكر حديث وفتحت آفاقا جديدة ورسمت ملامح المجتمع الذي تصبو إليه قطر حكومة وشعبا.
كان نجاح قطر في تطوير قطاع الطاقة ثمرة جهود وطنية حثيثة وتطلعات طموحة وقرارات جريئة قادها سموه بحكمة وعزم، وهو ما تطلب تذليل كثير من العقبات.
وكانت ثمانينيات القرن الماضي قد شهدت انخفاضا حادا في إنتاج النفط بسبب تقادم الحقول، فتراجع الإنتاج من 500 ألف برميل يوميا -في السبعينيات- إلى 300 ألف برميل يوميا عام 1987.
ولكن الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة -منذ تولي سموه مقاليد الحكم- ارتقت بالإنتاج إلى 680 ألف برميل يوميا سنة 2000، وإلى 760 ألف برميل يوميا عام 2005.
وقد صُدّرت أولى شحنات الغاز المسال أواخر 1996 مؤذنة بانطلاقة اقتصادية كبرى، اتضحت معالمها سنة 2006 عندما أصبحت قطر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، ثم في سنة 2010 حين وصلت طاقتها الإنتاجية إلى 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، وقد قال سموه في الحفل الذي أقيم في تلك المناسبة في مدينة رأس لفان الصناعية "احتفلت دولة قطر بتحقيق أحد أهدافها التاريخية بإنجاز سيخلده تاريخ صناعة الغاز العالمية بأنه اليوم الذي تبوأت فيه قطر رسميا صدارة دول العالم في إنتاج الغاز الطبيعي المسال".
وتغطي صادرات الغاز القطري حاليا أسواق آسيا وأوروبا والأمريكيتين وإفريقيا.
وكان سموه قد اتخذ قرار إقامة مدينة رأس لفان الصناعية كمركز لصناعة الغاز في قطر في عام 1989، لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الوقت الذي كان فيه سموه أمام خيارين لتبني أحدهما؛ إما مدينة مسيعيد أو راس لفان، فتبنى سموه الأخيرة لقرب حقول الغاز إليها، ولتتوافق مع الأهداف التي تسعى قطر لتحقيقها من إنتاج الغاز. ويعد ميناء راس لفان الآن أكبر مرفق من نوعه في العالم. أما مسيعيد فتعد المدينة الصناعية الثانية في قطر وتضم العديد من المنشآت الصناعية في البلاد.
وقد عمدت الدولة إلى تحويل الغاز إلى سوائل وذلك سعيا إلى توفير منظومة إنتاج وتصدير غاز متكاملة للاستفادة من الفرص التي تطرحها الأسواق العالمية. وأقامت لذلك مشروعي الأوريكس واللؤلؤة. وقد انطلق مشروع اللؤلؤة سنة 2006، وبدأ التصدير منه سنة 2011، وهو يضم أكبر محطة في العالم لتحويل الغاز إلى سوائل.
كما شمل تطوير قطاع الطاقة مشاريع في النفط والبتروكيماويات استندت إلى التعاون مع شركات النفط العالمية عبر اتفاقيات المشاركة في الإنتاج في مجال النفط وعبر اتفاقيات المشاريع المشتركة مع الشركات المختصة في مجال البتروكيماويات.
وقد أعطى تطوير حقول الشمال زخما إضافيا لتطوير صناعة البتروكيماويات؛ حيث أدت الكميات الإضافية من الميثان إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من الأمونيا واليوريا، ومكنت الدولة من الانتقال إلى الصناعات التحويلية.
كذلك ساهمت الكميات الإضافية من الإيثان في إضافة محطات جديدة للإيثلين والاتجاه نحو الصناعات اللاحقة كالبولي إيثلين منخفض وعالي الكثافة، ومنتجات أخرى متعددة.
إن الإنجازات المتعلقة بمجال الاتصال والإعلام في عهد سموه نوعية وبالغة التأثير محليا وعربيا ودوليا:
كانت التنمية البشرية هي المحور الرئيسي في استراتيجية سموه، وهو ما أكدت عليه رؤية قطر الوطنية 2030.
وقد انطلقت في البلاد نهضة تعليمية واسعة تمثلت في ازدياد عدد المدارس والجامعات وتطوير المناهج الدراسية وطرق التدريس، وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة، والانفتاح على تجارب التعليم العالمية، فظهرت الكليات المتخصصة والمدارس الفنية، ودشنت المدينة التعليمية التي تضم عددا من المؤسسات التعليمية والعلمية والبحثية والثقافية العالمية في سنة 2003، وخصصت نسبة 2.8% من إيرادات الحكومة في الموازنة العامة للدولة لدعم البحث العلمي، وفق مرسوم القانون رقم 24 لسنة 2008.
وفي سنة 1995 أنشئت "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، وهي مؤسسة تعليمية ثقافية تتمثل رسالتها في تنشئة قادة المستقبل في دولة قطر وتنمية قدراتهم من خلال تعزيز ثقافة التميّز والابتكار في المجتمع، فأصبحت الآن تضم فروعا لجامعات رائدة عالميا، وعددا من مراكز البحوث، ومن صروحها العلمية جامعة حمد بن خليفة التي أنشئت سنة 2010.
أولت الدولة -في عهد سموه- اهتماما كبيرا لتطوير قطاع الصحة وتعزيز أدائه، وارتفع عدد المستشفيات في الدولة من أربعة فقط (في 1998) إلى 13 سنة 2012، ومن أبرز تلك المستشفيات:
مستشفى الأمل (2006) ومستشفى الخور (افتتح 2005) ومستشفى القلب (2011) والمستشفى القطري الكوبي (2012) ومستشفى الوكرة (2012).
ويعد مستشفى "سبيتار" أوّل مستشفى متخصّص في جراحة العظام والطبّ الرياضي في المنطقة، حيث ضم خبراء دوليين من ذوي المهارة العالية في الطب الرياضي وجراحة العظام، وقد اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مركز تميّز طبي سنة 2008.
وكان هناك العديد من الإنجازات في مجال الصحة نذكر منها:
كانت مشاريع البنى التحية في البلاد متعددة ومتنوعة وشملت مجالات مختلفة، منها:
كان تطوّر قطاع الطاقة هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في عهد سموه، فارتفعت مساهمة قطاع الهيدروكربون في الناتج المحلي الإجمالي من 37% إلى 54%، وازدادت القيمة المضافة لهذا الناتج من نحو 11 مليار ريال قطري إلى نحو 403 مليارات، أي بزيادة قدرها 22.2% سنويا بالأسعار الجارية، بينما وصل معدل النمو إلى 11.4% بالأسعار الثابتة (أسعار 2004).
وكان لحجم هذه المساهمة أثر كبير على المؤشرات الاقتصادية الأخرى، نجمله فيما يلي:
رعت الدولة في عهده العديد من المهرجانات الثقافية والمنتديات الفكرية، وأقيم فيها العديد من مؤسسات الثقافة والتراث، كما تم إعادة إحياء وإبراز تاريخ وتراث قطر من خلال ذلك. وكان من أهم المشاريع الثقافية:
والجدير بالذكر أنه في عهد سموه أصبحت البلاد (منذ 2007) تحتفل باليوم الوطني للدولة إحياء لذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني وتخليدا ليوم توليه الحكم في 18 ديسمبر 1878.
ازدادت مساهمة القطاع غير الهيدروكربوني في الناتج المحلي الاجمالي –متأثرا بالإيرادات الهيدروكربونية- من نحو 18.7 مليار ريال بالأسعار الجارية -في بداية فترة حكم سموه- إلى نحو 332 مليارا في نهايتها، أي بزيادة سنوية قدرها 17.3% بالأسعار الجارية، أما بالأسعار الثابتة فقد كانت هذه الزيادة 12% سنويا.
وفيما يلي عرض لتطورات بعض من مكونات هذا القطاع خلال الفترة ما بين (1995-2013):
وقد رافق النموَّ الاقتصادي المذهل الذي شهدته البلاد -خلال هذه الفترة- نموٌ مماثل في حجم التجارة الخارجية وفي فائض الميزان التجاري:
أبرز الإنجازات على الصعيد الاجتماعي:
في عهد سموه تطورت البنى التحتية للرياضة بشكل سريع، واستضافت البلاد العديد من الأحداث والبطولات الرياضية التي رسّخت معايير عالية في التنظيم، وجعلت من قطر عاصمة للرياضة في المنطقة.
فقد استضافت الدوحة بطولة العالم لكرة الطاولة عام 2004، وبطولة العالم لرفع الأثقال عام 2005، والنسخة الخامسة عشرة من دورة الألعاب الآسيوية "آسياد 2006"، وبطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات "الدوحة 2010"، وبطولة كأس آسيا 2011، ودورة الألعاب العربية الثانية عشرة "الدوحة 2011"، والمؤتمر العالمي التاسع للرياضة والبيئة في العام نفسه.
وفي سنة 2008 أقيمت أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير زون" لتوفير بيئة رياضية عالية المستوى، ترتقي بمستوى الرياضة، وتُعِد الكوادر في مختلف التخصصات الرياضية، لتلبية احتياجات المجتمع القطري وتحقيق طموحاته الرياضية إقليميا وعالميا.
وكان الإنجاز الرياضي الأبرز في عهده هو فوز قطر سنة 2010 بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022.
في عام 2000 أنشئ المجلس الأعلى لاستثمار احتياطي الدولة وذلك لإدارة واستثمار احتياطي الدولة، وبعد ذلك أنشأ سموه في 23 أكتوبر 2001 المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار ليضطلع بصفة عامة بجميع الأمور المتعلقة بشؤون الاقتصاد والطاقة والاستثمار، ووضع سياسات عامة في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية وشؤون الطاقة.
وفي 23 يونيو 2005 أنشأ سموه جهاز قطر للاستثمار الذي يتبع المجلس وذلك بهدف تنمية واستثمار وإدارة أموال احتياطي الدولة، وغيرها من الأموال التي يعهد بها إليه المجلس الأعلى.
وفي 20 فبراير 2011 أنشأ سموه جهاز قطر لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتشجيع إقامة المشاريع، والنهوض بالمشاريع القائمة، وزيادة نسبة مساهمة المشاريع في الناتج المحلي الإجمالي والذي أصبح فيما بعد يتبع بنك قطر للتنمية.