كلمة سمو الأمير المفدى في مأدبة العشاء الرسمية للرئيس الفرنسي
فـخـامـة الـرئـيـس إيمـانـويـل مـاكــرون
الــســيــدة مــاكــرون،
أصــحــاب الــســعـادة،
الـحــضــور الــكــرام،
بداية أشكركم فخامة الرئيس على كلمتكم الكريـمة، وعلى حفاوة الاستقبال التي قوبلت بها هذا اليوم في بلدكم الرائع.
لقد شاهدت منذ وصولي إلى باريس مظاهر الاستعدادات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية بعد عدة أشهر، وتذكرت الاستعدادات التي قمنا بها قبل بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
لقد تابعنا الأداء الـمتميز الذي قدمه المنتخب الفرنسي في قطر، وما زلت أذكر حضوركم فخامة الرئيس للمباراة النهائية ولمباراة نصف النهائي مع الـمنتخب المغربي كذلك.
نحن مـمتنون لفرنسا على ما قدمت لنا من دعم في مجالات أمن البطولة خلال استعداداتنا وخلال البطولة نفسها، والآن نحن نقوم بالتعاون الأمني مع فرنسا أثناء استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية، ونتطلع إلى الحضور وتشجيع الرياضيين في هذه الدورة العريقة.
السـيـدات والـسـادة،
إن الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا وقطر متعددة الأبعاد. وعلى الصعيد الدبلوماسي، فإننا نعمل بشكل وثيق لتحقيق حلول سلمية لـمختلف النزاعات في العالم.
وحالياً، تبذل فرنسا وقطر جهودهما بشكل يومي من أجل إحلال السلام والعدالة في الصراع الـجاري في الشرق الأوسط.
إن الـمخاطر الـحالية أعلى من أي وقت مضى، والعالم يشهد الإبادة الـجماعية للشعب الفلسطيني الشقيق باستخدام سلاح التجويع والتهجير القسري والقصف العشوائي، وما زال الـمجتمع الدولي يفشل في تبني موقف موحد لوقف الـحرب في قطاع غزة، وتوفير الـحد الأدنى من الـحماية للأطفال والنساء والـمدنيين، وفي حين أننا نسابق الوقت لإعادة الرهائن إلى أسرهم، يجب علينا أن نضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني.
صديقنا العزيز،
تعتبر فرنسا منارة للحرية والـمساواة، ولا أتصور شريكاً أقوى في أوروبا للضغط من أجل تحقيق العدالة فيما يتعلق بالدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
إن الدبلوماسية الـمشتركة بين بلدينا في مختلف الـمناطق عبر عقود من الزمن تعني أن فرنسا وقطر أكثر من مجرد شريكين... فنحن صديقان قبل أن نكون شركاء. وتـمتد هذه الشراكة عبر العديد من القطاعات لتشمل الـجوانب العسكرية والدفاعية والثقافية والاقتصادية والطاقة وغيرها.
في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من أزمة طاقة، تعمل قطر للطاقة وتوتال إنيرجي جنباً إلى جنب لضمان توفير الإمدادات اللازمة من الطاقة لأوروبا، كما تعملان في مختلف أنحاء العالم للتخفيف من حدة الفقر وعدم الـمساواة في مجال الطاقة.
وفي الـمجال الاقتصادي، لدينا استثمارات مشتركة توفر فرص عمل وفرصاً اقتصادية في بلدينا، وتشمل العديد من الـمشروعات.
فهناك ما يقرب من 500 شركة فرنسية في قطر، بـما في ذلك الشركة التي شاركت في إنشاء مترو الدوحة، وفي فرنسا يستثمر جهاز قطر للاستثمار في مجالات عديدة منها البنية التحتية والضيافة والقطاع الصحي والتكنولوجيا.
كما اتفقنا خلال مباحثاتنا اليوم على زيادة استثمارات دولة قطر في فرنسا بـمبلغ 10 مليار يورو، والتي ستوجه لتعزيز الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، وستمثل رافداً مهماً لعوائد استثماراتنا للأجيال القادمة والتي لا نقوم باختيارها إلا على أسس اقتصادية ربحية تعود بالنفع لبلدينا وشعبينا الصديقين.
إن روابطنا الثقافية والرياضية متميزة جداً، بالإضافة إلى مساعينا في مجال التعليم، وكذلك التعاون في مجال إقامة معارض للـمتاحف وبرامج لدعم الفنانين.
الـسيـد الـرئـيـس،
لدينا أمل في الـمستقبل، وأمل في تعزيز الصداقة بين فرنسا وقطر، وأمل في جهودنا الـمشتركة مع الـمجتمع الدولي لإحلال السلام والازدهار في العالم.
شـكـراً جـزيـلاً.