سمو الأمير: المباحثات مع المستشارة الألمانية كانت متميزة وصريحة
قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مؤتمر صحفي مشترك مع دولة الدكتورة أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، عقب الاجتماع الذي جمعهما في مقر المستشارية الاتحادية، إن المباحثات كانت متميزة وصريحة، وأنها شملت الأزمة في الخليج بين قطر وبعض الجيران، الذين مر على حصارهم لقطر أكثر من مئة يوم، مؤكدا سموه استعداد قطر للجلوس على طاولة الحوار لحل هذه القضية، معربا في الوقت نفسه عن شكره للمستشارة الألمانية على الجهود التي قامت بها ألمانيا، وعلى دورها المبدئي في حل الخلافات عبر الحوار، كما هي سياسة ألمانيا الخارجية المعروفة، وعلى دعمها المبادرة الكويتية التي دعمتها قطر منذ البداية، وستظل تدعمها حتى نصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
وبيَّن سمو الأمير أن المحادثات تناولت الأزمة في ليبيا، وأن قطر تدعم حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.
أما بشأن الأزمة السورية والتي تمثل خطرا كبيرا على المنطقة والعالم، فأشار إلى أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي يرضي جميع الأطراف في سوريا.
وأشار سموه إلى أن المباحثات تناولت كذلك العلاقات المتميزة بين قطر وألمانيا، كالعلاقات الاقتصادية والثقافية وكيفية تطويرها، متمنيا استمرار المحادثات بين قطر والأصدقاء في ألمانيا.
أما بشأن مكافحة الاٍرهاب فقال سموه "نعم كلنا نكافح الاٍرهاب من نواحي أمنية ولكن يجب أن نركز على جذور الاٍرهاب وأسبابه"، وأوضح سموه بأنه ربما يكون هناك اختلاف مع بعض الدول العربية في تشخيص جذور الإرهاب، ولكن كلنا متفقون على أنه يجب أن نحارب الإرهاب.
وفي رده على سؤال حول موقف دولة قطر من بعض الشركات الألمانية التي تستثمر فيها قطر، وهي تواجه حاليا مصاعب اقتصادية، أوضح سموه أن قطر تثق في الاقتصاد الألماني ثقة كبيرة، لأنها شراكة استراتيجية، مبينا أن ما تمر به هذه الشركات هو أمر طبيعي، ولن يغير من موقف قطر حول هذه الاستثمارات.
من جانبها أعربت دولة الدكتورة أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية في المؤتمر الصحفي المشترك عن سعادتها بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى التي كانت مخططة منذ وقت طويل، وقالت إن المباحثات كانت منفتحة ومركزة وصريحة حيث تم التركيز على الأزمة الخليجية، وعلى الوضع في المنطقة وخاصة في ليبيا وسوريا.
وأعربت عن شعورها بالقلق لعدم وجود حل حتى الآن في الأفق، خاصة بعد مرور أكثر من مائة يوم على بداية الأزمة بين قطر وجيرانها، وأشارت إلى ضرورة أن يجلس جميع الأطراف على طاولة واحدة، وقالت إن ألمانيا ليست طرفا في هذه الأزمة إلا أن ألمانيا وانطلاقا من قيمها تريد أن تساهم بشكل غير مباشر عبر القنوات المتوفرة لديها في حل هذه الأزمة، كما أضافت بأن ألمانيا تدعم جهود الوساطة الكويتية وتقدر الجهود الأمريكية في سبيل التوصل إلى حل لهذا الصراع.
وأضافت أن المحادثات تناولت أهمية مكافحة الاٍرهاب وتمويله، خاصة أن هناك تحديات هائلة في المنطقة، وأشارت إلى الوضع في اليمن. مضيفة أنه سيكون من الجيد أن يتم تحقيق خطوات إيجابية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وصفت المستشارة ميركل العلاقات الألمانية القطرية بالقوية، وأنها لم تتأثر بالأزمة، وأن بين البلدين الكثير من العلاقات الاقتصادية، معربة عن الرغبة في تطويرها.
وفي ردها على سؤال عن تقييمها لقائمة المطالب 13 التي قدمتها دول الحصار لدولة قطر، أجابت بأنها لا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة بشكل علني، ولن نستطيع إيجاد حل لها، في حال أعلن كل واحد موقفه من هذه القائمة، وإنما إيجاد الحل -وهذا ما تكلمنا عنه- يتطلب محادثات غير علنية لا تُنشر في الجرائد بالضرورة، والحل يتطلب الجلوس بهدوء، والعمل على تحقيق تسويات عادلة، وأن المحادثات المغلقة التي لا تُنشر بشكل فوري على صفحات الجرائد هي وحدها الكفيلة بإيجاد حل للأزمة.
وفي ردها على سؤال حول تناول المحادثات لبطولة كأس العالم 2022 في قطر، أوضحت المستشارة ميركل أنه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع خلال المحادثات، ولكنها أشارت إلى أنها على علم بأن دولة قطر قامت بإصلاحات بشأن العمالة الوافدة هناك، وألمانيا تأمل في أن تستمر هذه الإصلاحات.