سمو الأمير يزور جامعة جورجتاون
قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة لجامعة جورجتاون اليوم، وذلك تلبية لدعوة من الدكتور جون دي جويا، رئيس الجامعة، لسموه بإلقاء كلمة أمام طلاب الجامعة.
وفي بداية الزيارة عقد سمو الأمير المفدى لقاء مع الدكتور جويا وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية، جرى الحديث خلاله حول أوجه التعاون الثنائي و سبل تعزيزها وتوثيقها.
عقب ذلك التقى سمو الأمير، في جلسة نقاشية حوارية، مع عدد من طلاب وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية ومنتسبي الإعلام، وذلك بقاعة "جستن" في الجامعة.
وفي بداية حديثه رحب سموه بالحضور، مشيدا بعلاقات الشراكة التي تربط دولة قطر والجامعة والتي تعتبر مثالا للشراكات التعليمية الاستراتيجية طويلة الأمد التي تسعى دولة قطر دوما لتعزيزها.
بعد ذلك تحدث سموه عن أبرز ملامح السياسة الداخلية والخارجية لدولة قطر، وأبرز الإنجازات التي تحققت على الصعيدين المحلي والدولي.
ففي الشأن المحلي تحدث سموه عن أبرز الإنجازات، لا سيما في مجال الاستثمار في التعليم. أما الشأن الخارجي فقد أبرز سموه أن قطر من الدول التي تشجع الحوار بين الشعوب والانفتاح على الثقافات الأخرى وتحقيق المصالح المشتركة، حيث حققت الدولة الكثير في هذا المجال، فضلا عن دورها الفعّال في الشراكة العالمية من أجل التنمية ودعم الأمن والسلم العالميين.
ثم فتح سموه باب النقاش مع الحضور حول دور الشباب في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وصناعة مستقبلها، وتطرق إلى أبرز القضايا الراهنة على الصعيدين العربي والدولي؛ كالربيع العربي ومكافحة الإرهاب والعلاقات الإقليمية والدولية.
كما تضمن النقاش مساعي دولة قطر والجهود التي تبذلها للعمل مع مختلف الدول لضمان استقرار المنطقة والعمل على دعم الشباب ومساعدتهم على مواجهة التحديات.
وفي رده على سؤال من الحضور حول نتائج زيارة سموه الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، أجاب بأن لقاءاته مع فخامة الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين كانت مثمرة وممتازة.
وفي معرض إجابته حول جهود دولة قطر في مجال التنمية، أوضح سموه للحضور جهود الدولة في مواصلة التطوير والتنمية في جميع المجالات بما يحقق النفع للمواطنين والأجيال القادمة، مبينا أهمية تنويع مصادر الدخل مثل مجال الاستثمار المتنوع وعدم الاعتماد على مصدري النفط والغاز.
وسُئل سموه عن ما إذا كانت هناك إرادة واستراتيجية جماعية من جانب دول المنطقة لمواجهة التحديات التي تواجهها، وأكد سموه أن "الإرادة موجودة، ولدينا القدرة على مواجهة الحركات الإرهابية، ولكن يجب علينا نحن العرب أن نعتمد على أنفسنا أولا".
ورداً على سؤال حول نتائج زيارته الأخيرة للملكة العربية السعودية وصف سموه العلاقات بين البلدين بأنها "علاقات قوية وتاريخية"، وقال: أنا واثق من قدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة.
وحول العلاقات مع مصر، أكد سموه رغبة دولة قطر في استقرار مصر رغم وجود خلافات معها.
وفي سؤال لأحد الطلبة بدأه بشكر سموه على دعمه لبرامج تعليم اللغة العربية وجميع البرامج الأخرى في "مدرسة واشنطن للميثاق اللاتيني العام"، ثم تساءل عن تصور سموه فيما يتعلق بالتعليم والتبادل الثقافي في قطر ودور تعليم اللغة العربية، فأكد سموه اهتمامه البالغ باللغة العربية ودعمه لكل ما من شأنه أن يعزز استخدامها وتعلمها داخل الدولة وخارجها، وأضاف سموه قائلاً: "لدينا بعض الفصول في المدارس والجامعات تُدرَّس باللغة الإنجليزية، وقد عملت شخصيا مع فريق عملي في الدوحة، وقلت لدينا لغة عظيمة، لغة مهمة، وتوجد نماذج جيدة في العالم تُدرَّس فيها المقررات باللغة الأم، فلماذا لا نقوم نحن بذلك باللغة العربية؟ وقد كان هناك نقاش كبير حول هذا الموضوع، وفي الأخير نجحنا، والآن تُدرَّس كل المقررات باللغة العربية".
وحول سؤال عن فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم 2022، أعرب سموه عن سعادته وفخره بذلك لأن شرف التنظيم هو للعرب والمنطقة جمعاء وليس لقطر فحسب، موضحا أن التحقيقات أثبتت أحقية وجدارة الملف القطري، مشيرا في ذات الصدد إلى الاستعدادات التي تقوم بها الدولة من أجل استضافة هذا الحدث المهم.
وفي ختام حديثه أثنى سمو الأمير على الجهود التي تقدمها جامعة جورجتاون في دعم البحوث والدراسات العلمية التي تعنى بقضايا حساسة متعلقة بالتطورات السياسية في شتى بقاع العالم.
من جانبه أعرب الدكتور جون دي جويا رئيس الجامعة عن شكره وتقديره لسمو الأمير المفدى على قبوله الدعوة لزيارة الجامعة وإجرائه حوارا مفتوحا مع الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، بهدف تبادل الرأي ووجهات النظر حول المستجدات في مختلف مناطق العالم.
بعد ذلك حضر سموه الأمير مأدبة الغداء التي أقامها رئيس جامعة جورجتاون تكريما لسموه والوفد المرافق له.