سمو الأمير و الرئيس التركي يوقعان اتفاقية لإنشاء لجنة استراتيجية
وقّع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا، على اتفاق مشترك يتعلق بإنشاء لجنة استراتيجية عليا بين دولة قطر وجمهورية تركيا، وذلك بالقصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة صباح اليوم.
وستتولى اللجنة التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات.
كما شهد سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس التركي التوقيع على اتفاقية للتعاون في المجالات الدفاعية بين دولة قطر وجمهورية تركيا.
عقب ذلك أدلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس التركي، بتصريح صحفي، أعرب سمو الأمير في بدايته عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس التركي على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدا سموه أن العلاقات القطرية التركية استراتيجية ومتينة وتاريخية، وأنها شهدت تطورات كبيرة في السنوات الماضية، مشيرا سموه إلى متانة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وإلى أهمية استمرار الاستثمارات التركية في قطر، خاصة وأن الشركات التركية تعد شركات عالمية وهي محل ترحيب.
وفيما يتعلق بالاتفاقية التي تم التوقيع عليها أوضح سمو الأمير أهمية اللجنة؛ إذ ستسهل على اللجان المشتركة بين البلدين المضي قدما في دعم العلاقات الثنائية وتعزيزها في كل المجالات.
كما أوضح سموه أنه من خلال المباحثات تمت مناقشة قضايا عديدة منها ما يخص العلاقات بين البلدين، حيث إن هناك تطابقا وتقاربا في وجهات النظر فيما يتعلق بالملفات الخارجية خاصة في منطقتنا وبالأحداث الراهنة فيها، حيث أوضح سموه أنه تم تناول القضية الفلسطينية وأهمية إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، واصفا سموه القضيّة بأنها آخر قضية استعمارية في عالمنا المعاصر، ولا يجوز ألا يتحرك العالم لمساعدة أشقائنا الفلسطينيين.
أما بخصوص سوريا فأشار سموه إلى تصرفات النظام السوري التي تم التحذير منها منذ البداية، وأن هذه التصرفات قد تقود إلى انعكاسات سلبية في المُستقبل، هذا غير القتل الذي يشهده الأطفال والنساء، وأنه سوف تظهر منظمات خطيرة لا يستطيع أي أحد السيطرة عليها، لكن للأسف فإن الحديث الذي كنا تحدثنا فيه مع أشقائنا في تركيا قد حدث بالفعل، موضحا أن تركيا وقطر وكل الدول التي عملت في قضية سوريا وساعدت الشعب السوري، عليها أمانة أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الشعب السوري وهي استمرار دعم الشعب السوري المنكوب، وقال "إذا كان هناك حل سياسي يتلاءم مع متطلبات الشعب السوري فإنه مثل ما ذكره فخامة الرئيس التركي في محادثاته في السابق، وإننا كلنا نؤيد هذا الحل، ولكن مع الأسف لا يوجد حل في الوقت الحالي".
أما فيما يتعلق بالعراق فحذر سموه من خطورة بعض المنظمات الناجمة عن التصرفات التي حدثت في السابق من بعض الشخصيات في الحكومة العراقية، آملا أن يتم لم الشمل في العراق، وأن تكون هنالك مصالحة وطنية لحل هذه المشاكل.
وأضاف سمو الأمير أن مباحثاتهما تطرقت إلى الوضع في اليمن واصفا إياه بالخطير جدا على المنطقة والعالم معربا عن أمله في إيجاد حل، وأهمية التزام كل الأطراف بمخرجات الحوار الوطني آملا من الحكومة اليمنية أو الفرقاء في اليمن أن يطبقوا هذه القرارات.
من جانبه أعرب فخامة الرئيس التركي عن ترحيبه بسمو الأمير المفدى والوفد المرافق له، موضحا أنه تم خلال اللقاء تناول العلاقات الثنائية التي وصلت إلى مراحل جيدة في مختلف المجالات.
كما تم التباحث فيما يتعلق بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بهدف الوصول إلى إنجازات مشتركة ولجعل العلاقات الثنائية ترتقي لما هو أفضل لما تشكله من ضمان للعلاقات بين البلدين على جميع الاصعدة، مؤكدا أن ما تم التوقيع عليه سيفتح الطريق على مصراعيه لتطور العلاقات القطرية التركية.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية بيّن فخامة الرئيس التركي أن تركيا اتخذت خطوات تجاه العالم الخارجي وكانت قطر دائما إلى جانب هذه الخطوات؛ "حيث إن لنا أهدافا مشتركة وتطابقا في الرؤى".
كما عبر عن سروره لاهتمام رجال الأعمال القطريين بالاستثمار في تركيا وامتنانه لذلك، وفي نفس الإطار الأمر يسرى على رجال الأعمال الأتراك المستثمرين في قطر.
حضر مراسم التوقيع أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير، ومن الجانب التركي عدد من أصحاب السعادة الوزراء ومنتسبي الصحافة والإعلام.