الحاكم السادس لدولة قطر، شهد عهده العديد من الإنجازات؛ فأُعيد تنظيم الحكومة وعُدّل النظام الأساسي المؤقت، وأبرمت الدولة عددا من الاتفاقيات لاستخراج النفط وتسويقه، وأقيمت المدارس والمعاهد وأنشئت أول جامعة في البلاد.
ولد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في الريان عام 1932، واكتسب من جده وأبيه كثيرا من صفات القيادة، فأحرز بذلك قدرا كبيرا من الخبرة في شؤون المجتمع، وانخرط في المسؤوليات مبكّرا، فعُين رئيسا لشؤون قطر الأمنية سنة 1949، وأصبح أول وزير للمعارف (التعليم) عام 1957.
وفي 24 أكتوبر 1960 أصبح وليا للعهد ونائبا لحاكم قطر، وفي 5 نوفمبر من العام نفسه تولى حقيبة المالية، وكان أول رئيس لبنك قطر الوطني الذي أنشئ عام 1964، وفي عام 1970 أصبح سموه رئيسا لأول مجلس للوزراء في قطر.
وفي 3 سبتمبر 1971 أعلن الشيخ خليفة إنهاء المعاهدة الأنجلو-قطرية لسنة 1916 والاتفاقات المترتبة عليها، وفي العام نفسه صدر قانون بإنشاء وزارة الخارجية، فتولى إدارتها بالإضافة إلى مهامه الأخرى. وفي هذه الفترة انطلقت في البلاد إجراءات حاسمة لتعريب الدولة، وتعزيز سلطة الحكومة، وأصدرت القوانين المنظمة للوزارات والإدارات الجديدة.
ومارست قطر سياستها على الصعيد الدولي بعقد معاهدة صداقة مع بريطانيا في 3 سبتمبر 1971 وبالانضمام إلى جامعة الدول العربية، وإلى منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر من العام نفسه.
وقد تولى الشيخ خليفة مقاليد الحكم يوم 22 فبراير 1972، فشرع على الفور في إعادة تنظيم الحكومة، فعين أول وزير للخارجية، وهو الشيخ سحيم بن حمد، وعدّل النظام الأساسي المؤقت في 19 أبريل 1972، لزيادة أعضاء مجلس الوزراء.
وأُقامت قطر علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء، وجرى تعديل وزاري لأول مرة، خرج على إثره معظم الوزراء السابقين، وأصبح عدد الوزراء 15 وزيرا.
وطوّر نظام التعليم في الدولة، تمشيا مع التوسع في نشاطات الحكومة وخدماتها، فأنشئت المدارس والمعاهد التعليمية، وأُسست جامعة قطر سنة 1973، وهي أول جامعة في البلاد. وفي سنة 1975 أقيم متحف قطر الوطني.
وكان من أهم الإنجازات التي تحققت في هذه الفترة صدور قرار في 19 أبريل 1972 بتعديل النظام الأساسي المؤقت الصادر 2 أبريل 1970، ليصبح النظام الأساسي المؤقت المعدل، وقد نص على أن قطر جزء من الأمة العربية، وعلى تنظيم السلطات في الدولة وعلى إقامة مجلس شورى يسهم في تشريع القوانين، وعلى وضع أسس اعتماد الموازنة للدولة وديوان المحاسبة للتدقيق.
ووقّعت الحكومة عددا من اتفاقيات الشراكة لاستخراج النفط وتسويقه مع عدد من شركات النفط الأجنبية، فزادت عائداتها من النفط.
وفي عام 1991 بدأ إنتاج الغاز في حقل الشمال الذي يعتبر أكبر حقل منفرد للغاز المسال غير المصاحب في العالم، والذي قدرت احتياطاته من الغاز بأكثر من تسعمائة تريليون قدم مكعب في ذلك الوقت، وبذلك أصبحت قطر مصدرا رئيسيا للطاقة.
وقد ظل الشّيخ خليفة في الحكم حتى 26 يونيو 1995.
وفي 23 أكتوبر 2016 انتقل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى رحمة الله ودفن في مقبرة الريان بالدوحة.